جزيرة أطلانتس هل حقا موجودة؟!...
قال أحد العلماء إنه ربما يكون قد اكتشف بقايا مدينة اطلانطس المفقودة. حيث كشفت صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها لجنوب اسبانيا عن إن الأرض هناك تطابق الوصف الذي كتبه أفلاطون في مدينته الفاضلة.
ويعتقد دكتور راينر كويهن من جامعة اوبرتال الالمانية أن "جزيرة" اطلانطس تشير إلى جزء من الساحل في جنوب اسبانيا تعرض للدمار نتيجة للفيضانات بين عامي 800 و500 قبل الميلاد.
وتبين الصور للمنطقة الملحية المعروفة باسم ماريزما دو هينوخس بالقرب من مدينة كاديز بنائين مستطيلين في الطين وأجزاء من حلقات ربما كانت تحيط بهما في السابق.
وقال دكتور راينر: "كتب أفلاطون عن جزيرة تحيط بها أبنية دائرية، بعضها من الطين والبعض الأخر من الماء. وما تظهره الصور هو نفس ما وصفه أفلاطون".
ويعتقد دكتور راينر إن الأبنية المستطيلة ربما تكون بقايا المعبد "الفضي" المخصص لاله البحر بوسيدون والمعبد "الذهبي" المخصص لبوسيدون وكيليتو كما جاء في كتاب أفلاطون.
يقول دكتور راينر إن هناك تفسيرين لكبر حجم الجزيرة والحلقات المحيطة بها عما جاء في كتاب أفلاطون.
الاحتمال الأول هو تقليل أفلاطون لحجم اطلانطس والثاني هو أن وحدة القياس التي كانت مستخدمة زمن أفلاطون كان أكبر 20% من المقاييس الحالية.
وإذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فإن أحد المستطيلين الموجودين في "الجزيرة" يطابق تمام المقاييس التي ذكرها أفلاطون لمعبد بوسيدون.
وكان أول من انتبه لهذه الصور هو فيرنر فيكبولت، وهو يعمل كمحاضر وأحد المهتمين باطلانطس، وقام بدراسة صور لكل البحر المتوسط بحثا عن أي علامة على المدينة التي وصفها أفلاطون.
رسم مبني على وصف أفلاطون لأطلانطيس
وقال فيكبولت: "هذا هو المكان الوحيد الذي ينطبق عليه وصف أفلاطون".
وأضاف فيكبولت إنه ربما خلط الاغريق بين معنى كلمة مصرية تشير إلى الشاطئ وأخرى تعني الجزيرة خلال نقل قصة اطلانطس.
ويقول توني ولكنسون وهو خبير في الاستشعار عن بعد في جامعة ادنبره الاسكتلندية إن من الممكن أن يحدث خطأ في تفسير الصور الملتقطة باستخدام الأقمار الصناعية.
وأضاف: "نحن نستخدم التصوير بالأقمار الصناعية للتعرف على الأثار على الأرض ثم التأكد منها في الموقع نفسه. ومن ثم نقوم بتفسير ما نراه. ونحن في حاجة إلى توقيت زمني مقرب، وإلا فإنك تتعامل مع تراكيب. لكن الصور مثيرة للاهتمام".
وقد استحوذت اطلانطس على خيال الفلاسفة والمفكرين على مر الزمن. ويأتي أول ذكر لها في كتابات أفلاطون.
وقام الكثيرون بالمغامرات من أجل البحث عن المدينة التي تتمتع بجمال طبيعي وثروة كبيرة.
وربطت إحدى النظريات الحديثة بين اطلانطس وإحدى المناطق الواقعة في مضيق جبل طارق وغرقت في البحر منذ 11 ألف عام.
ويقول دكتور راينر إن السهل الذي ذكره لقرطون ربما يكون السهل الممتد من الساحل الجنوبي لاسبانيا إلى الشمال حتى يصل إلى مدينة اشبيلية. أما الجبال العالية فربما تكون سييرا مورينا وسييرا نيفادا.
ويضيف: "ذكر أفلاطون إن اطلانطس كانت بالنحاس. يوجد نحاس في المناجم التي تقع في جبال سييرا مورينا".
ولاحظ دكتور راينر إن الحرب بين اطلانطس والدول التي تقع غرب البحر المتوسط تتشابه مع الهجمات على مصر وقبرص والتي وقعت خلال القرن 12 قبل الميلاد من قبل من أطلق عليهم قراصنة البحر.
ولذلك فهو يعتقد إن سكان اطلانطس وقراصنة البحر هم نفس الأشخاص.
ويعني هذا إن المدينة كانت موجودة خلال العصر الحديدي أو العصر البرونزي.
ويقول دكتور راينر إنه يأمل في أن يجذب انتباه علماء الأثار من أجل التنقيب في الموقع. ولكن هذا الأمر يواجه بعض الصعوبة حيث إنه يقع داخل منتزه دونا الطبيعي .